الزعرور والثوم: ثنائي طبيعي واعد في إدارة ارتفاع ضغط الدم

يُعد ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا على مستوى العالم، ويُعرف غالبًا بـ القاتل الصامت نظرًا لقلة أعراضه الواضحة في مراحله المبكرة، بينما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب السكتة الدماغية والفشل الكلوي إذا لم يُعالج. 
في ظل التوجه المتزايد نحو الطب التكميلي والبديل، برز الزعرور (Hawthorn) والثوم (Garlic) كعلاجات طبيعية واعدة للمساعدة في إدارة ضغط الدم المرتفع، بفضل خصائصهما الفريدة والمثبتة علميًا.

الزعرور والثوم
الزعرور والثوم ثنائي طبيعي واعد في إدارة ارتفاع ضغط الدم.

الزعرور: صديق القلب والأوعية الدموية

يُستخدم الزعرور وهي شجيرة مزهرة تنتمي إلى الفصيلة الوردية، منذ قرون في الطب التقليدي لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية. تعود فعاليته إلى غناه بالمركبات الفلافونويدية (Flavonoids) والبروسيانيدينات (Procyanidins)، وهي مضادات أكسدة قوية تعمل على تحسين صحة الأوعية الدموية بعدة طرق:
  • توسيع الأوعية: الدموية يساعد الزعرور على استرخاء وتوسيع الشرايين مما يقلل من المقاومة التي يواجهها الدم المتدفق ويؤدي إلى خفض ضغط الدم.
  • تحسين تدفق الدم: يعزز تدفق الدم إلى القلب والأطراف مما يدعم صحة القلب بشكل عام.
  • تقوية عضلة القلب: يُعتقد أنه يحسن من قوة انقباض عضلة القلب مما يساعدها على ضخ الدم بكفاءة أكبر.
  • تأثير مضاد للأكسدة: يحمي الأوعية الدموية من التلف الناتج عن الجذور الحرة ويقلل من تصلب الشرايين.
شجيرة الزعرور
الزعرور صديق القلب والأوعية الدموية.

تُظهر الدراسات السريرية أن مستخلصات الزعرور يمكن أن تكون فعالة في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف إلى المعتدل.

الثوم: أكثر من مجرد منكه للطعام

لطالما عُرف الثوم بخصائصه الطبية المتعددة، وبات يُستخدم على نطاق واسع لدعم صحة القلب والأوعية الدموية، المكون الفعال الرئيسي في الثوم هو الأليسين (Allicin)، وهو مركب كبريتي يتكون عند سحق أو تقطيع الثوم وتشمل آليات عمل الثوم في خفض ضغط الدم ما يلي:
  • إنتاج أكسيد النيتريك: يحفز الثوم إنتاج أكسيد النيتريك (Nitric Oxide) في الجسم وهو جزيء يساعد على استرخاء وتوسيع الأوعية الدموية وبالتالي خفض ضغط الدم.
  • تقليل تصلب الشرايين: يمتلك الثوم خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة تساعد على منع تراكم الترسبات في الشرايين مما يحافظ على مرونتها.
  • تأثير مدر للبول: خفيف قد يساعد الثوم في إفراز السوائل الزائدة من الجسم مما يساهم في خفض حجم الدم وبالتالي ضغط الدم.
  • تثبيط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE): تشير بعض الأبحاث إلى أن الثوم قد يعمل بطريقة مشابهة لبعض أدوية ضغط الدم الشائعة عن طريق تثبيط إنزيم ACE.
وقد أكدت العديد من التحليلات التلوية (Meta-analyses) فعالية مكملات الثوم في خفض ضغط الدم لدى الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

الجمع بين الزعرور والثوم: تآزر علاجي

عند الجمع بين الزعرور والثوم، يمكن أن يتضاعف التأثير الإيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية، فكلاهما يمتلكان آليات عمل مكملة تساهم في خفض ضغط الدم من زوايا مختلفة ويمكن أن يعزز الثنائي معًا من مرونة الأوعية الدموية، ويحسن من تدفق الدم، ويوفر حماية مضادة للأكسدة شاملة للجهاز القلبي الوعائي.

اعتبارات هامة وتحذيرات

على الرغم من الفوائد المحتملة للزعرور والثوم في إدارة ضغط الدم، من الضروري التأكيد على النقاط التالية:
  • ليسا بديلاً عن الأدوية: لا ينبغي استخدام الزعرور أو الثوم كبديل للعلاج الدوائي الموصوف من قبل الطبيب خاصة في حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد.
  • التشاور الطبي: يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام أي مكملات عشبية خاصة إذا كنت تعاني من حالات صحية مزمنة أو تتناول أدوية أخرى لأنها قد تتفاعل مع بعض الأدوية مثل مميعات الدم.
  • الجرعات المناسبة: تختلف الجرعات الموصى بها للزعرور والثوم لذا يجب الالتزام بالإرشادات الموجودة على المنتج أو استشارة مختص.
  • الآثار الجانبية: قد يسبب الثوم حرقة في المعدة أو رائحة الفم والجسم، بينما قد يسبب الزعرور دوخة أو غثيانًا لدى بعض الأشخاص.

الخلاصة:

يُقدم الزعرور والثوم خيارات طبيعية واعدة للمساعدة في إدارة ارتفاع ضغط الدم، بفضل خصائصهما المعززة لصحة القلب والأوعية الدموية، في حين أن الأبحاث تدعم فعاليتهما، من الضروري دائمًا استخدامهما بمسؤولية وتحت إشراف طبي لضمان السلامة والفعالية، وتجنب أي تداخلات محتملة مع الأدوية الأخرى. 
دمج هذه الأعشاب كجزء من نمط حياة صحي شامل يتضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة القلب العامة.
تعليقات